بقلم الشيخ السيد العباسي
احبتي لنعلم
أنه ماأسرع مرور الايام وانقضاء الأعمار فهي تسير كالبرق الخاطف ؛ ولقد كان الانسان منذ ساعات قليلة صحيحا معافي ثم اصبح مريضا واشتد به المرض وزاد منه الألم والوجع
وهنا لم يعد ينفع الدواء للداء ووقف الطب عن العلاج ولكن نقول اعطوه علاجه حتي لانكون قصرنا فيه ؛
ووقف اللسان عن الكلام ؛ وشخصت العينان فهي تري الحاضرين ولكن لم يعد اللسان يرحب باحد فلم يعد يكلم إخوانه وأصحابه ولم يعد يعرف جيرانه
وقد عرق منه الجبين ؛ وتتابع منه الأنين وتلجلج منه اللسان .
وهنا احبابي اصبح هذا الانسان الذي قارب علي الموت حُرمه لأنه ضعف حاله.
وننبه أن من باب التناصح أن هناك
اخطاء يقع فيها الكثير منا دون أن ندري.
فمن الخطأ.
ترك المُحتضر وحده دون أحد يراعيه ممن كان يحبهم من الرجال او من محارمه من النساء فقط ولا يصح وجود الأجنبيات عنه لأن المحتضر اصبح عوره فلايستطيع الحركة او الكلام وربما انكشفت سوءته وهو لايدري.
ومن الخطأ.
اننا نجعل اي انسان يجلس معه لا ابدا.
من المفترض ان يجلس معه أحسنهم خلقا وصبرا ودينا ومن يشهد له الناس بذلك ليكون ارأفهم به واعلمهم بحاله وطباعه
ويكون علي تقوي من الله حتي يتقي الله فيه ولانجالس معه اهل الغيبة والنميمة أو من لايصلون او سليطي اللسان أو كثيري الضحك والمزاح واللغو من الكلام أو الصحبة الفاسدة السوء.
ومن الخطأ.
وجود معه نساء يبكين أو يصرخن او يرفعن أصواتهن بالكلام ممن يتصفن بقلة الصبر
لانه اذا سمع ذلك يحزن وييأس في الدنيا ويحزن علي نفسه خصوصا انه يسمع ولكن لايتكلم.
وانما نجالس معه من يذكره بسعة رحمة الله وسعة مغفرته حتي يستبشر خيرا ولايحس بالخوف مماهو فيه او مقدم عليه
ويذكره ان من احب لقاء الله احب الله لقاءه
وان نجعله يحسن الظن بربه
لحديث النبي صلي الله عليه وسلم عن جابر قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول.. لايموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله تعالي..
وحديث انس رضي الله عنه أن النبي دخل علي شاب وهو بالموت فقال.. كيف تجدك ؟
قال والله يارسول الله إني أرجوا الله وإني أخاف ذنوبي.
فقال رسول الله لايجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن الا اعطاه الله مايرجوا وأمنه مما يخاف.
واخيرا من الخطأ.
اننا نجلس معه ونتكلم في امور الدنيا لاابدا انما نجالسه ونكلمه في اداء الحقوق الي اهلها خوفا عليه حتي ينتبه لهذا الأمر جيدا ولكن برفق ولين وكيفية ايصال الحقوق الي اهلها فقال تعالي (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الي اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل….)
ونذكره بحب ولين ربما نسي من شدة التعب او ربما تغافل عنه فلما ذكرناه بالله رجع عما نوي من شر حتي يبرئ ذمته امام الله تعالي.
وسنكمل الاخطاء في الجزء الثاني بامر الله